بنت الجيران

Thursday, October 26, 2006


بنت الجيران

دخل عام 1998 وكان هذا الشاب في ريعان شبابه يستطيع فهم ما يدور حوله ما يقوله الناس , متوسط الحال والفكر ، معنيا بدراسته ، مميزا فيها ، يحب أهله وعائلته وهم كذلك يحبونه .
إلا انه من بين الحين والأخر كانت له بعض اللفتات والانتقادات التي تتسبب في نفور بعض الناس منه إلا انه كان قريب الثقة بنفسه فكان تذمر هؤلاء الناس لا يسبب له الكثير من الألم .
كان هذا الشاب جيد الكلام وجيد الاستماع أيضا مفعم بالنشاط والحركة مثل من هم في سنه ، لا يهاب أن يكلم أي من الناس وذلك بسبب تربية أبيه له على هذه الثقة والجرأة المطعمة بالأدب لان أباه كان رجلا حكيما يعرف كيف يتعامل مع الرجال فنشا ولده كذلك .
يحس هذا الشاب دائما بالمسؤولية يحمل الهم يفكر كثيراً إلا أن أفكاره إذا خرجت من رأسه كانت تخرج بشكل عشوائي أو غير مبنى على اصل في كلامه تستطيع القول بأنها غير مرتبة البنية بسبب عدم وجود الراسخ العلمي وكان هذا ما يسبب له الكثير من المشاحنات الفكرية بينه هو ومن كانوا اكبر منه سنا إلا أن بعض ممن أحبوه قد فهموا قصده ومراده .

يميل هذا الشاب كعادة من مثله إلى التحدث مع الفتيات وقد كان يجيد هذا غير انه في نطاق عائلته لا يخرج عنه وهو كان مكتفياً بهم لا يريد معرفة المزيد ويكانه راضيا بهم تمام الرضا ، وكلما عرض عليه أحد أصدقائه للتعرف على فتاة جديدة رفض هذا بشدة معلنا انه لا يريد هذا الأمر وهو كذلك فعلا ألا انه أيضا يهابه ويخشاه ، واثر ذلك الخوف أسرته التي تربى فيها فهي أسرة بسيطة متدينة حاملة للدين و القرآن وهذا لا يصح عنده وان كانوا لا يقولونه صراحة ولكنه كان معنا ضمنياً لأوج
الالتزام
.
كان كلما اشتاق هذا الشاب لرؤية أي الفتيات ذهب إلى عائلته حيث يقطنون هم وجلس معهم ليجد انسه وسلوانه ولكم كانت هذه الفترة هي من اجمل ما كان في حياته من دلال وصفاء وهناء العيش ورغد المشاعر والأحاسيس .

تخرج هذا الشاب من دراسته الثانوية ليلتحق أخيرا بالجامعة وكان يسمع عنها الكثير والكثير حيث الحرية والانطلاق والتحرر من القيود وكأنها عالم أخر صغير مختلف الألوان والطبقات والأنظمة وكأن كل كلية فيها هي بمثابة الدولة الصغيرة التي اهتمت بأحد الأمور في الدنيا ليكمل العمل بها مع من بقى من كليات ويخرج عالم منظم الأفعال والأقوال .
كأن هذه الجامعة هي الوطن الذي يحبى الأطفال إليه لينهلوا من عبيره هو عين الحقيقة لهم ، مبهراً إياهم بمظاهر التقدم والعلو معلناً عن نفسه وكذلك فيه من الترف و الغرور والتملق ما لا يخفى عن مريديه.

وجد هذا الشاب( في كليته وكانت من أهم الكليات في هذه الجامعة) ،بأن نفسه تعلوا يرتفع ذكاؤه وكأنه بدخوله إياها قد اثبت لنفسه انه يقدر على عظام الأمور .
يروق له الذهاب إليها يشم عبيرها بل اصبح ملهما بها ارضًً و سماءً أصبحت له الوطن وصار لها ولداً فأحبها واظب عليها واجتهد فيها ليعلو بأرضها وسمائها فما كان منها إلا أن قدرته فنجح فيها وما كان منه إلا أن اقبل على عامه الأخر بكل الجد والنشاط .

في هذه الفترة كان قد انعزل هذا الشاب عن عائلته و أهله ، بل عن كل ما كان يفعله قبل دخول هذه الجامعة ، مجالسته لأهل بيته ، ملازمته لأبيه ، زيارته لعائلته بل أيضا عما كان يمارسه من الرياضات الكثيرة ، وكانت هذه الأشياء من قبل هي اجمل ما في حياته وكأنه بها غير ما كان في الماضي من حب لها فكان يعاتب نفسه في هذا وكان من حوله يعاتبونه أيضا فيه .

دخل الشاب عامه الدراسي الثاني ولكن كان قد اصبح اعم نظرة و أعلى حنكة من العام السابق وكان قد آمن وقتها أن الأشياء قد لا تكون كما يرى هو بل يوجد هناك اكثر من وجهة نظر بل قد لا يكون مثل ما يقول أحد البشر و لانه دائما ما كان ينتقد في حياته يبحث عن ألا فضل دائما قد الف هذا واحبه .

اصبح ينقد كل شيء يراه وخاصة ما اتفق الناس عليه والتفت حوله الأنظار وهذا كان محط نقد الشاب ومكان تساؤلاته وكأنه بذلك يريد أن يضع قوانين وقواعد لهذه الفترة الجديدة من حياته وبان حياته قبلها لا تصلح لهذه الفترة بل يجب عليه التحري واخذ كل ما يراه في عين الاعتبار.
ولكن ما حدث حيينها أن انعزل الشاب انعزالا كاملا( عن أسرته وعائلته وعن من كانوا رجاؤه في هذه الدنيا ) بل استطاع هذا الشاب أن ينعزل عن نفسه فيما كان منها سابقا .

اقبل على الدنيا ينقدها بأسرها يبحث له فيها عما يجيب على تساؤلاته فلا يجده إلا بعد تعب مضني فإذا وجده تشبث به تشبث ألام بوحيدها ثم بدء بحثه من جديد عن الأخر وهكذا تمر أيامه يبنى قواعد لنفسه يسند إليها الأحداث والأفعال التي يقوم بها والتي هي تمر حوله فصار بهذا ينقد نفسه اكثر ممن حوله .

بدا يتحدث في الأمور بشكل مختلف فاقترب منه بعض الناس وابتعد عنه آخرون وهو لم يكره هذا بل قبل الوضع الجديد بآسره ورمته .

اصبح يرى الجامعة بغير الصورة التي كان يراها بها من قبل رأى مفاسدها وعلم أنها ليست الوطن الذي يبحث عنه بل هو الشيطان متمثلا في أرضه ليغويه ويوقعه في بئر الآسي وطاحونة الزمن فصار مضطرب الأفكار يجرى هنا وهناك يبحث له عن وطن يسقيه من عبيره يروى له عطشه ولكن وا أسفاه فلم يجد له وطناً يريحه فاتجه بقوة إلى العمل وملامسة الواقع بيده وكسر الحواجز التي قد بناها له هذا المجتمع ليعرف نفسه في هذا ويجربها على الحقيقة ، وقد عرفها حقاً .

استطاع هذا الشاب في عمله التحدث مع جميع الناس سواء كانوا رجالا أو نساءً أو أطفالا وكذلك الفتيات تعامل معهن بشكل واقعي جداً فذهبت عنه تلك الفجوة التي كان قد احسها تجاه الغريب منهن ، ولكنه كان يرى فيهن صورة هي لم تكن موجودة على الحقيقة وهو لا يعلم ما هي ، إلا انه كان يريد معرفة الكثير عن هذا الذي يمتلك نصف البشر في الإنجاز ، وفى استمرار الخلق لكن الأمر كان ما يلبث أن ينقضي حسب الموقف ولا يأتي هذا الفكر مرة أخرى إلا بمجيء أميرة أخرى تبعث هذا الشعور في صدر هذا الشاب .

ظل هو هكذا إلى أن اخترق هذا الحاجز وذلك بمعرفة الكثير منهم بسبب عمله وتحدثه إلى الكثير منهن وفهم الكثير عنهن فزالت عنه هذه الصورة الخاطئة التي كان يظنها ولكن ما زالت هناك بعض الأمور التي لازال هذا الشاب لا يراها وذلك انه كلما تكشف له أمر اصبح اشد شوقا لمعرفة المزيد .

كانت لهذا الشاب فلسفة خاصة في هذا لا يفهمها الكثير من الناس كان هو لا يريد الحب أو عشق أحد الفتيات لكنه كان يحب الحب و لا يسعى إليه بل يرفضه إذا عرض عليه أحيانا من بعض الفتيات التي عرفها وذلك لعلمه أن الحب هو اصدق الأحاسيس في الكون ولذلك فثمنه غالى لا يقدر هو عليه فكان يحترمه فقط لكن لا يقربه لعلمه أنه لا يلائم شخصه وعقله .

خرج هذا الشاب يوما من شرفته لينظر إلى السماء الصافية كعادته فإذا هو ببنت جميلة يراها أمامه ليست هي اجمل الفتيات التي عرفها ، رآها بسيطة هي في جمالها إلا أنها تحمل برأسها أعين متحررة ومحيرة تبعث الفضول إلى كل من يراها ولكن عندما هي لاحظت نظره الشديد إليها هربت إلى مخدعها كي لا يراها ، وتمر الأيام ولكن لا ينسى هذا الشاب
نظرة تلك الفتاة .


فإذا به يراها مرة أخري ويجد بها نفس النظرة التي رآها بها من قبل وكان قد مر عام تقريبا على أول مرة رآها فيها هو لا يفهم هذه النظرة وهذا ما يثير فضوله ثم يتساءل :
من هذه الفتاة؟ وكيف لم يراها من قبل؟ مع علمه بأنها أحد جيرانه منذ اكثر من خمسة عشر عاما كيف لم يراها من قبل .

عند هذه المرة شغلت هذه الفتاة جزءا من عقل هذا الشاب ولذلك أصر هو أن يعرفها ويكلمها ولكن كيف يحدث هذا وهو لم يفعله على الإطلاق أن يكلم فتاة من تلقاء نفسه ولان عمره أيضا اصبح اكبر من أن يفعل مثل هذا ولكنه احب شعور النضال الذي يوصله إليها .
وقف الشاب ذات يوم في شرفته ينظر إلى السماء ويشعل سيجارته التي يحبها وتحبه فإذا هو بتلك الفتاة مرة أخرى أمامه فاقبل لكلام عليه من داخله لم يستطع حيينها إيقافه وعندها ظن أنها لن تعيره ألا نظرة ثم تتركه حائرا ،ً وتهرب إلى مخدعها كعادتها إلا أنها خيبت آماله في هذا و أجابت بكلمات بسيطة ورقيقة فطلب منها أن تظل واقفةً حيث يراها هو لينظر إلى عينيها ,

وكانت أول مرة في حياة هذا الشاب ينظر إلى فتاة هذه النظرة لكنه كان شديد السعادة بها وكان كل ما يؤرقه في هذا ليس إلا أن يخرج أحد أهلها أو أحد أهله هو فيكشف ما تستره تلك الأعين في ظل هذه السماء .

علم حيينها انه شعور مختلف وهو لم يتحقق صدقه أو كذبه إلا انه لإيمانه الشديد بالتجديد والتحرر فقد احبه بدون خوف .

ظل الأمر متواصلا يراها كل يوم بعد عودته من العمل حتى طلب منها ذات مرة أن يراها خارج هذه الأسوار وكانت هي مدللة في كلامها صبية تخرج كلماتها ثقيلة لتخبره عن إنها لا تعلم لماذا هو يريد أن يراها؟ وهذا الدلال هو لم يعهده من قبل يراه متميزا ، أصر في طلبه فوافقته .

كان يوم اللقاء شديد الحرارة لم تكن الظروف ملائمة لما أراده هو ولولا انه يعلم أن الإنسان محاط بظروفه وعليه أن يخلق لنفسه الظروف الذي يريدها لتشاءم من هذا وتذمر.
اخذ الشاب هذه الفراشة الملونة ليراها من قرب بين يديه يرفع الأسوار التي كانت بينهما يكشف عن سر هذا الجمال الذي رآه ولا يعلمه .

جلس الشاب والفتاه في مكان هادئ واجمل ما فيه انه كأنما اعد لمثل هذا ، اخذ ينظر إليها في صمت يرى فيها ما لم يراه من قبل ليس الجمال الذي ليس له مثيل و إنما هو شعور يجرى داخله وكأنه شغف لا يستطيع إيقافه .

رأى في عينها بحر مظلم تموج فيه السفن يضيع الركب فيه وتغرق القوافل ، فقدت فيه الأساطيل عمرها ، والكحل بين جفنيها كأنه شاطئ هذا البحر المظلم ولذلك لا يصل إلى شاطئ البحر إلا هذا الموج عند البكاء .

رأى في كلامها عندما تتكلم دفئاً حاصره أشعل في قلبه الكثير من المشاعر التي لم يستطع من خلالها الوصول إلى أي النتائج إلا انه كان يتعجب منها شديد العجب من هذه التي اختزلت كل الكلمات في ألفاظ قليلة ترددها هي تجيب بها وتسال بها وكأنها لا تعلم غيرها وكأنها قليلة الكلام كثيرة النظر فكانت بالكاد تتكلم وكان هو بالكاد يسمع صوتها الضعيف الذي يخرج منها على استحياء يزيدها دلالاً وجمالاً .

كان يرى في وجهها اكثر الأشياء وضوحاً في الدنيا مزاج الواقعية والخيال الذي يحبه كان يمثل له وجهها الصفاء الجديد غير الذي يراه خارجها وكأنها طفلة في ثوب فتاة بالغة .

يملك هذا الشاب الكثير من الكلمات ليقولها إلا انه إذا جلس معها كان يصمت اكثر مما يتكلم وكذلك هي , إلا انه في إحدى تلك لحظات جابه هذا الصمت ليسألها عن بعض الأمور في الحياة لكنها لم تجب أي الإجابات منطقية وكأنها تهرب من شئ لا تريد الكلام كثيراً حتى لا تصل أليها فعلم الشاب عندها انه لن يصل إلي هذا إلا بعد مرات أخرى من لقاؤه بها أو أنها حقاً ليست لديها هذه الإجابات وهذا ما يخافه هو .

يميل هذا الشاب إلي الواقعية إلا انه في هذا الأمر لا يعلم كيف تكون الواقعية هل هكذا يمر عمر الإنسان ليرى فيه ما يثير دهشته وإعجابه دون أن يعلم أي الطرق يسلك ، أم هي لحظة القسم العتيق الذي هرب منه طويلا وهل هي ما طال انتظاره لها لتملا عليه واقعة وخياله .
لكنه أيقن أخيرا أن هذا الأمر هو لن يحدده ولا يستطيع ذلك إلا باقتحام هذه القلعة المحصنة ليعلم ما ورائها عندها فقط يعلم هو ما يجب عليه فعله .

لكنها جميلة في كل حال صمتها ووقعها وقدرتها , في المها وابتسامتها في آساها وفى فرحها لها بريق عين هو كالسحاب الصافي الذي لا تشوبه الشوائب إلا أن السحاب إذا دمع تغيرت معالم الكون إما هي إذا دمعت تغيرت معالم القلوب والمشاعر .

وكان لسان حال الشاب يقول( ليت الأمر ما يلبث أن يتكشف حتى تستقر الأمور وتهدا النفوس).

اخذ الشاب يفكر كثيراً بالأمر ثم طلب منها أن يلقاها مرة أخري يريد نبش قلبها وعقلها فقبلت ذلك وقابلته بعدها .

كانت هذه المرة هي اجمل مما قبلها رأى عينها تحمل أمرا قويا صارما غير الضعف الذي اعتادته عينها فامسك بيدها لتجلس بقربه في مكان هو اجمل مما قبله و كأنه اُعد لمثل هذا أيضا , أدرك الشاب حيينها أن المكان لا يحدد شكل اللقاء بل إن الحالة هي التي تحدد كل شيء .

جلست أمامه مثل فراشةََ جميلة ابتلت أجنحتها خجلا وتوارت ألوانها دلالاً ,
أحس الشاب أن فتاته تحمل أمرا في صدرها تخفيه , عندئذ سألها عنه بلهفة فظل صمتها طويلا بعد سؤاله كما هي عادتها دائماً وهذا ما يحيره أيضا .
رفعت بصرها بقوة وكأنها أعلنت الحرب والتمرد حيينها خرجت منها نظرة تحدى هو لا يعلم من تتحدى ؟ ومن تريد أن تحارب ؟ وعلى من تتمرد ؟ دارت كل الأسئلة في ذهنه الشارد بعيدا عن المكان المحيط حتى يصرخ عقله أحيانا من كثرة الأسئلة .

عنده قطعت هي كل هذا لتنطق بقلبها وعقلها وعينها وجميع ما فيها وتخبره أنها تحبه فأطلقت روحها وقلبها من غير قيود .
عندها علم من تحارب هي وعلى من تتمرد أيقن أنها تحدت نفسها وعقلها حتى يرضى قلبها.
عندما خرجت هذه الكلمة حملت معها اعترافا ضمنيا بالسعادة ورضا بالواقع وهذا ما يسعى الإنسان دائماً إليه في حياته وقد يضيع عمر الإنسان ولا يصل إليه .....
اخذ الشاب هذا الاعتراف محترما إياه فاخذ يخوض العباب ويسال لماذا؟ وكيف؟ ومتى؟ , سمع منها كلامها المبعثر المترامي الأطراف ضم شتاتها اثقل نفسها وقلبها ليرضيها ويرضى هو عن نفسه بحبها .

مرت الأيام علي هذا الحب الذي ما لبث ارتفعت نسبه في الحياة وكأن الحب اصبح خطاب اللغات الذي اجتمع البشر عليه في هذا الزمان وفي كل مكان.

اصبح هذا الشاب ينتظر منها الجديد ويمل القديم اسمعها هو الكثير من الكلام يستمع منها الكثير عرضت عليه ذات مره أن يقابل أختها الكبرى فوافقها الرأي وكأنه يريد معرفة المزيد عما أحبته فطلب منها أن تضع له ميعاد ليقابل أختها.

كان يوم معتدلا مع العلم بان هذه الأيام كانت شديدة الحرارة , اهتم الشاب بملبسة وشكله العام اكثر من الطبيعي وهو كان لا يفكر في هذا كثيرا إلا انه اهتم به .

ذهب حيث تجلس الأختان في مكان هادئ فسلم وجلس , تعرف عليها وكانت تدعي ( أمل ) اخذ الشاب و أمل يتكلمون كثيرا وكانت تتكلم جيدا تعرف للحديث منطقا وكأنها تعلمت علم الكلام تأثر الشاب بها وهي كانت تكبره ومتزوجه ولها أطفال إلا أن بها أمرا من الصغر لا يعرفه هو ولكنها كانت جميلة ولطيفه
متحررة هي في حركاتها وأفكارها تحمل ذكاء في عينها .


احب الشاب جلوسه إلى (أمل) أراد أن يعلم هذا المنطق الذي لم يراه من قبل وكأنه علم بعد طول غياب أن للمرأة منطقا كما هو للرجل وهو لم يجده في أختها التي أحبته
وقد حاول كثيراً أن يخرج منها ما يملاء عقله ويشبعه إلا انه لم يستطع , و كأن التي أحبته طفلة تلعب منبهرة بشكل الحب لا معناه أغلقت قلبها وعقلها عما سواه.

تكرر جلوس الشاب مع (أمل) شعر بها وشعرت هي به أيضا نظر إلى عقلها وكذلك هي فعلت , كانت تملك من العقل والحكمة ما يكفى هذا الشاب الطامح الذي يراه اكثر الناس غير واقعي في أحلامه التي يرددها وكأنه بذلك الأمر يجمع بين أمرين فيهما تكون الحياة .

كانت (أمل) تهتم بما يهتم هو به وكان يرفض هو ما كانت ترفضه , كان يسرد أفكاره فتقبلها وكانت تعلق عليها وكأنها ناظرة إلي نفسه وجد منها ما لم يجده في غيرها تقول هي ما لم يقوله من قبلها فإذا نطقت أفصحت فخرج كلامها قويا إلى سمعه .
يسمع هو بأذنه يفكر في الأمر بعقله ينظر إليها بقلبه فاحسها مرنة تقبل الأقوال والأفكار فأعجبه ذكائها .

اخذ أمر (أمل) من عقل هذا الشاب وقلبه موضعا حسنا سال نفسه كيف وجدها ؟ أين كانت كل هذا العمر ؟ .

والعجب في الأمر انه حينما اقترب هو اقتربت هي أيضا خاطبته بلغته خاطبها هو بكل اللغات فعرفتها ، وجد فيها المرأة العصرية الرقيقة التي تعقل قبل أن تفعل فإذا فعلت ما عقلت أحكمت فعلها عندها أحس انه وجدها.

كان حيينها قد اعتبرها (صديقة) له أو (أخت) سعد بها سعادة شديدة وهى كذلك وكان اجمل ما في الأمر انه كان إذا سمعها سمعته إذا أسرها أسرته بل كان إذا نظر إليها رأت ما في عينه من عمر طويل عاشه هو , فهذا الشاب كان يحمل عمراً فوق عمره وذلك بسبب ما تربى عليه وهذا كان قوله أما قولها هي في هذا الأمر( أنت وُلدتَ هكذا لم تفعل الأيام بك شيئاً).

كانت تقدره تقديراً شديداً , كانت تحمل قولها إليه هدية محملة بالورود واجمل العطور , وكان هو كذلك يفعل ولكن ليس اجمل مما كانت تقوله هي , كان يريد دائماً أن يقدم إليها يده بما تطلبه هي تعبيراً منه عن عظيم امتنانه وشدة شكره لها , ولكن كلما أراد هذا أثارت هي حفيظته وإعجابه بتقديرها الشديد لكلامه وهو كان لا يراه يمثل جزأً مما تفعله هي معه.

كانت الأحداث تدور بين الشاب و(أمل) بشيء من الروعة والجمال بل تستطيع القول بان الأمر بينهما كان هو الجمال والروعة التي يقيس الناس بها , وجدها هو حقا أمله في هذه الدنيا.

علم الشاب أن الأقدار لم تبعث إليه هذه الهدية عبثا و إنما كانت تبعثه إليها وتجره وكأنها حقا أثارت أمله وأحلامه .
أمل الحياة و أمل الحب الذي عاش ينتظره , أمل العقل ، بل كل ما كان يحلم به وجده فيها تستطيع القول بأنها لا ينقصها شئ.
فكر الشاب كثيراً في أمرها كان يفكر فيها اكثر مما يراها ويسمع صوتها , كان إذا سمع صوتها شعر به و كأنه نغم يسرى في أذنه ليمتدد إلى سائر جسده وكأنه قد نُقل إلى عالم آخر غير هذا الذي يحوى البشر , ورغم ما حولها من الغموض إلا انه علم انه سوف يجتازه.

كانت إذا تكلمت عنه عن(عقله , علمه , قلبه) كان يراها هو فيما تقوله كان لا يعجب من قولها فقد وضعها في أرقى ما يكون الإنسان من منزلة وكأنه قال لها (افعلي ما شئت وقولي ما شئت فقد بلغت الذروة وصعدت الجبل و وضعت السيف) .

اصبح دم هذا الشاب يسيل على الأرض أحس بخروج روحه منه تطوف حوله لترتفع فوق رأسه تحمل معها اجمل اللحظات أروع الكلمات , افضل ما قيل عن المرأة والحب لتهرب الروح منه وتذهب إليها لتعلمها بأنها قد أسرت نفسه , وضعت حوله السياج الذي طالما أراده ولم يلحقه , أسدلت عليه عباءة الحنان التي أثقلت عمره وجعلت له ثمناً , رفعت عنه غشاوة بصره الذي ما كان يرى قبلها , أنارت له ما حوله ليراها واضحةً جلية تتراءى له كما تتراءى النجوم لأهل الأرض , استطاعت أن ترتفع به ليصل إليها وهى اجمل ما رأي على الإطلاق.

صار الشاب لا يعلم ما يقول , لأنه إذا قال أسرته هي ، أحس بأنها وضعت حوله سياجا من الذهب الذي لا يوضع إلا للملوك , أراد بهذا التشريف أن يحملها ليضعها في لؤلؤة مجوفة لتصبح أميرة هذا الكون ولا يعلم مكانها إلا هو لا يخرج عنها ويفارقها أبدا إلا أن يذهب ويأتيها بأروع ما قيل وما لم يخرج من الصدور وذلك ليضعه بين شفتيه ليخرج منه إليها متتابعا تحمله نظراته فيسعد به قلبها وعقلها فتُلقى بنفسها في أحضانه ليرفع عنها غشاوة العمر الذي عاشته بدونه.

أمسى الشاب واصبح لا يرى سواها وكأنه صار يعيش لها , يحلم بها وهى أمامه , كان إذا تكلم وسكتت هي ارتعدت فرائسه خوفا من بعدها عنه بصوتها كأنه لا يأمن أن يكلمها إلا إذا كانت أمام عينه حتى يتيقن من وجودها في هذا الكون وأنها ليست حلما يعيشه بل هو واقع أمامه يسمع صوته يرى وقعه يؤمن به اكثر من أي شيء آخر يراه هو أمامه.

العجب أن هذا الشاب يريد دائما أن يعلم كيف تصير الأمور؟ والى أي الأبعاد تصل إليه؟ إلا انه في هذا الأمر كان لا يعلم إلى أين يريد أن يذهب؟ بل كان لا يعلم كيف يصل إلى مراده؟ , اختصاراً للقول كان لا يريد شيئاً إلا أن تظل بجواره لا يريد القوانين ولا الحدود, ومع كل هذا كان دائماً عقله يقظاً شديد التأهب حتى لا يصيبها, آذى كأنه صار قانعا بها لا يريد غيرها تكيفت روحه مع روحها والتقت حيث لا فراق.

تكلم الشاب بصوتها سمع قلبها رأت هي عينيه بما لم يراها أحد من قبل , نظرت إلى عقله , رأت فيه قوةً , رأى هو فيها
أساس القوى التي في الأرض ومنبعها .
كانت مثل اليمامة التي تواجه العواصف لتبلغ مأمنها وتسكن حيث الربيع و كان لا يرى مكانا اشد أمانا و أعلى منزلة وارفع سمة من قلبه لتسكن هي فيه فيكون لها قصراً ...
فصار بكل هذا يحبها حقاً احبها بكل ما تحمل هذه الكلمة من معاني.

الحب هو المعنى الذي ظل يبحث عنه طيلة حياته لطالما كتب عنه وتخيله و ذهب يسرد الأقوال و الأفعال حتى يصل إلى معانيه يريد الوصول إلى القمة كما هي عادته دائماً , ليرتفع عن البشر يحلق بحبها في الهواء مرسلا صيحة الحب لتملاء الدنيا رعداً يصم الآذان , يصل بهذا إلى السحاب فيسيل دمه عليه فتمطر الدنيا دماً خارجاً من قلبه الذي يهوى ويحب , فيكون هذا المطر سُماً قاتلاً لكل الكراهية والبغضاء والألم الذي ارق محبو بته يوما أو أتعبها ليلة كانت هي بعيدةً فيها عن عينيه , يهبط هذا المطر على الأرض فيملئها حبا مخلوطاً بدمه ليخبر العالم أن صاحب هذا الدم وجد الحب ولسوف يظل يحب ما عاش وما مات وليبقى دمه سائراً في الأرض يتخذ منها مجرى لروحه التي احتلت العالم فيظل هكذا حتى ينتهي الدهر.

بات الأمر يخرج عن كيانه ليظهر عليه ويبدو واضحا لمن يراه, ظاهرا في كلماته, مستشعرا في نبراته , تستطيع القول بأنه اصبح ملهما حساسا مرهف المشاعر انتقل حاله من حالا إلى حالا , هو لم يفقد توازنه ولم يفقد سيطرته علي من حوله لكنه صار ارقي مما مضي مرتفعا بمشاعره , شامخا بها , زاده الحب قوةً وإصرارا وعجبا , وكأن الدنيا لا تسع قلب محبو بته التي أدخلته فيه فصار اكبر من الدنيا بأسرها .

ليت الأمر ظل طول العمر وابد الدهر إلا أن هذه الدنيا ملعونة قاسيه لا ينغمس الإنسان فيها ويحبها إلا أقحمته في بئر من الألم الذي لا يتحرر منه إلا من كان مستندا بإيمانه وعقله وقل ما نجده وليته ما وجد ,
حتى لا يجد الإنسان حلا لهذا الأمر إلا أن يعيش وهو يحب من احب ويموت وهو يحبه لا غيره .

كانت هي لا تصلح له بسبب من حولها ومن العجيب انه لم يفكر بها زوجة وهذا ليس بسبب سنها ولكن لبعد الأمر عنه ,
فكرا فيها (أختا) ثم (أما) ثم( ابنتا) ثم آخر الأمر( محبوبته) ومن الأعجب أن كل هذا لا يكمل ويتم إلا إذا صارت معه وحده ليس لأحد فيها ماله وهذا ما لا يستطيع فعله , يقول لسان حاله إليها (احبك جداً واعرف أن الطريق إليك مستحيل الوصول ).

يحب من حولها حبا شديدا لا يغار عليها منهم وذلك انه يحب كل ما تحبه هي وتهتم به ويبغض كل ما تبغضه وان كان لا يعلمه , وهو بهذا محكما في الأمر بعقله لا بقلبه .
فمن رآه مخطئاً كان عندها كذلك ومن رآه صحيحا كان هو أيضا عندها صحيحا ,
وكأن مقياس الحق والعدل كانوا (أماً و أباً ) هما لهما الابن والبنت الذي اروي أنا حكايتهما , فالأصل واحد وان اختلفت الألوان , والعقل واحد وان اختلفت الظروف , والقلب واحد وان تباعدت المشاعر.

أحست هي بالألم خافت من نفسها وعلي نفسها أصبحت لا تعلم ما تريد فعله إلا أنها راودها إحساس قاتل بأنها تظلم هذا الشاب وكأنها بحبها له قد أحبت نفسها اكثر منه , اتهمت نفسها بالخيانة ,
وضعت قلبها تحت قدمها ليصرخ قلبها ,


ويقول عقلها أنها أخطأت لأنها هي من فعلت هذا وهي تعلم مقدار ما فعلته لأجله إلا أنها من هذا النوع من البشر الذي يريد أن يربي نفسه لترتقي دائما وتعلوا .


وعلي الوجه الأخر هذا الذي قد مليء الحب خلجات نفسه وثكنات جسده وتخلل أضلعه ليصل إلى ما لا يصل إليه إلا الدم هذا الذي سال وملا الأرض ,

كان قد أحس بعد كلامها وعرف ما في عقلها وقلبها ، علم بأنه هو الجاني وكيف يكون له أن يحبها فتتألم (هي) , يريدها وحده وهي ليست له وحده كيف لم يراها وهي أمة ً لها أرضها , تاريخها , ولها الحضارة , يريد هو أن يسلب منها كل هذا فقط وذلك انه احبها .

ولكن ما أدراه انه أول من احبها , وما أدراه انه اقوي من اقتحم قلبها , من أ خبره انه هو اكثر من يستطيع إسعادها ,

ظل يخاطب نفسه وهو يضرب قلبه اشد الضرب علي حبه بمن لا يصح له حبها , ولكن كأنه بهذا كله يضع مبررات لحبه الذي ما استطاع العيش بدونه بل أراد أن يُعلم الأرض كلها أنها بريئة طاهرةٌ مما تحس به من خداع وهو من فعل هذا .

كانت مواساته لنفسه بين كل هذا انه يريدها سعيده هي ومن حولها لا يريدها وحدها لتتألم بل كل من حولها , أرادها حبيبتهً , ملكةً في زهو قصر عمره وهو لا يري مكاناً اعلي رفعة ومنزله من قلبه حتى يضعها فيه ولينتهي الدرب ويسكت الكلام وينتهي عصر الدم الذي هبط من السحاب لتظل هي نائمة يغطيها بصدره , يحنو عليها بأنامل قلبه , يخاطب روحها حتى لا تصحوا يطفئ أنوار عينيها ليموت هو في أحضانها .


..................... بلا نهاية ..................
أنا الكاتب ) :.


دائما ما اكتب واروي ودائما ما أضع النهايات إلا أن هذه الرواية لم تنتهي بعد ولا أستطيع خلق النهايات , وذلك أنها بدأت ولم تنتهي علي الحقيقة , وليتها لا تنتهي أبدا حتى انقضاء الأجل ,
وذلك لا أقوله إلا خوفا من الألم وانسحاب بساط السحر من تحت أقدام (أمل)
أما هذا الشاب الذي يحلم بكل ما هو جميل لا يستطيع الحياة بعد ما ارتفع هذه الرفعة ,ولكن الدنيا أثقلت عمره بعمرين فما اصبح الشاب أو أمسى إلا بدهر يمر عليه وهو دائما الحالم الطموح.

,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, والسلام,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

20 Comments:

Blogger بعدك على بالى said...

بقدر جمال قصتك بقدر ماهى موجعه، اعجبنى وصفك للحب واحساسك الخاص به وقدرتك على التعبير عنه ، شعرت وكانك تتحدث عنى وعن احساسى وفهمى الخاص له،،،
لست معنيه بما ستؤل اليه الاحداث، ربما يدفعنى الفضول لمعرفتها او للسؤال عن مصير بنت الجيران او او أو ...غيرها من التفاصيل، الا أننى ساتوقف أمام القدر الذى قد يجمعنا أحيانا بالبشر الصح ولكن فى التوقيت والظرف الخطأ، ورغم صعوبة القرار بالتوقف عن العلاقة (لا الحب والذى سيظل مشتعلا حتى يقضى الله أمرا كان مفعولا) الا انه يكفى الشاب أن تذوق طعم الحب، فكثيرا منا عاش ومات وتوهم انه خاض معارك عاطفية بينما لم يخفق قلبه بحب حقيقى، فبين الحب الحقيقى والوهم شعرة لا يفرق بينها أكثرنا....

مرة ثانية أحييك على اسلوبك الشيق، ولغتك السلسله وقدرتك على ترجمة أجمل وأصدق المشاعر...

4:00 PM  
Blogger cast2way said...

بعدك على بالى

كتبت عن الحب قبل ذلك الا انى لم اعلم ان له صوت مسموع يصل الى الاذان
والقلوب والعقول
وما كتبت الا ما شعرت به حقيقة


ولعل الحب فى كتابتى قد اصابك فى معناه الحقيقى الا انى خفت كثيراً الا يفهمنى احداً غير ملهمتى

واما ما تؤول اليه الاحداث فهذا هو مايبعثر الفكر وقد يلقى بالمرء فى التيه

ولكن كما قلت انت بان يبقى الحب واقول انا ايضاً فليبقى نا قوس الحب يدق كل الابواب ويسمع الناس قعقعة الابواب ولتهتز العروش وتقتحم المدائن ويظل علم الحب شاهقاً
واما عن طعم الحب فما قبله ولا بعده
وكفى الانسان فى عمره بعد الايمان ان يعيش وهو يحب من احب ولا يموت الا وهو بجواره وهو يحبه


والسلام

7:57 AM  
Blogger حنيــــــن said...

خاطبها هو بكل اللغات فعرفتها

من بين كل المعانى العميقه اللى وصفت بيها المشاعر المتبادله بينهم ما استوقفنيش الا الجمله دى

خاطبها هو بكل اللغات فعرفتها

أظن دى الشراره الاولى اللى بيأتى بعدها ما يأتى

مش عاوزه اكرر كلام بعدك على بالى بس انا كمان وجعتنى اوى
وامتزج الالم بالنشوه
دايما بحب النهايات السعيده علشان كده دايما دموعى حاضره
لان مش دايما ابدا النهايات بتكون سعيده
معنديش حتى امنيه اقدر اطلبها علشانهم
بس بجد موجع جدا الاستمرار فى هذا التيه
بتمنى لك كل الخير

12:33 PM  
Blogger بعدك على بالى said...

آه ياحنين فعلا كما قلتى موجع جدا هذا التيه فمن يقتلعهم منه؟؟؟؟

عفوا لصاحب المدونه لا اتجاوز حدودك ولكننى لم اتمالك نفسى بعدما قرات تعليق حنين

تحياتى لك ولها

3:16 PM  
Blogger cast2way said...

حنين

تطلقين عليها شرارة اما انا فاطلق
عليها انفجار وذلك ان كان فيكون منى انا قسوة معنى الحب ومنك انت رقة فى معناه

اما عن كونها موجعة فانا اختلف الراى معك ومع بعدك على بالى وذلك ان الحب اذا ارتفعت نسبه بين البشر صاروا ارقى من ان يكون هناك الم الا عند الفراق

وان وضعنا الفراق فى كفة وطعم الحب الذى عاشه الشاب ومعه حبيبته فى كفة لرجحت كفة الحب واطاحت بكل الم احسه هو او هى ولو اعيد عليهم الزمان لاختاروا الحب املاً ان لا يكون بعده فراق ولو علموا بضرورته وكأنهم قد علموا بالفراق فرضوا به ثمناً لهذا الحب

اما عن النهايات فانى اصدقك القول انى لا احبها
وذلك انها نهاية على كل حال الا ان تكون نهاية شر وهذا ما لا اراه فى قصتى

وذلك فى رايى انا معنى جميل فى الخلود الذى وعد به المؤمنون فى الجنان حيث لا نهاية فتكون مطلق السعادة

واما عن دموعك الغالية فاحفظيها للبدايات السعيدة فانى اقسم لك ان دموع الفرح تفوق المرء حتى تخرج من كل خلجات نفسه وهو شعور اعرف جماله


والسلام

4:33 PM  
Blogger cast2way said...

بعدك على بالى

قد يكون فى بوست كتبته باسم حوار بين القلب والعقل تعليقا على ما ذكرتيه من تيه وهو فى الصفحة الرئيسية

واتقبل بالطبع اعتذارك وان كان لا داعى منه

ارجو منك قرائة هذا البوست واريد تعليقا هناك ثم بعد ذلك هنا

والسلام

4:39 PM  
Blogger حنيــــــن said...

ما معنى الحب ان لم يجمعنا بمن نحب

سيقترن بالعذاب والالم دوما

لا اتخيل أن احب احدا وأحرم منه " لاى سبب كان " وأكون فى حالة سعاده كامله

مش عارفه هو ده احساسى
قد نختلف او نتفق

تحياتى لك ولبعدك على بالى
:)

3:12 PM  
Blogger بعدك على بالى said...

وها أنا أعود بعد قراءتى للبوست...

فهمت الان ماوودت اخبارى به، وكنت اعلمه،،، فما كتبته فى قصتك كشف عن جوانب كثيرة فيما يتعلق بتفكيرك ورؤيتك، ومن ثم يصبح منطقيا أن تدخل اشكالية الصراع تلك بين العقل والقلب، ولكن المفاجأة لى هو أنك تمتلك من الشجاعة لتعترف بهزيمتك أمام سحر الحب، ودعنى هنا افشى لك سرا، لقد حسدت محبوبتك على جرأة الاعتراف، حتى لو كانت مجرد أحرف سوداء على ورق ابيض فيقرأها البعض منا، مجرد فعل كانت تحتاجه(وربما لا) لا للتأكيد او التباهى او التدليل او... فقط تمنحها ما قد تعجز يدك عن تقديمه، تمارس فعلا يشعر المرأة بأنها مكة متوجة، قد يرى البعض أن الحب فعلا وليس قولا، ولا اختلف، ولكن من يقدر على المواجهه وكسر التابوهات، يمكنه الدفاع عن حبه مهماكان ولكن... لا اريد تضليلك بأن اذكر هنا ما يتناقض مع ما كتبته هناك، فرأى واحد ولن يتغير، خاصة وأن ما ذكرته من معوقات فى قصتك تجعل من المستحيل أن تواصلا المسيرة ولتعذرنى لقسوتى...
انا فقط ارفع قبعتى و أحييك على صدقك فى مشاعرك والتى تمتد فى المسافة مابين الارض والسماء....
مجددا احييك و..

5:28 PM  
Blogger بعدك على بالى said...

حنين

لاتربطى بين الفراق والسعادة دائما فى مجمل الحكايات، فالاستثناء لن يتحول يوما لقاعدة،
وفى قصتنا تلك لابد لاعمال صوت العقل، فالفراق قادم لا محالة مهما طال زمن القرار او القدرة على تنفيذه، وحينها لابد ان يسعد من احب لانه نجح فى الحفاظ على الاخر..
لا انصحك اذن بالتخلى عن حبك وان تجتهدين فى الحفاظ عليه، ولكن لابد ان يتوافق ذلك وشروط صحية العلاقة

تحياتى لك ياقمر

5:35 PM  
Blogger حنيــــــن said...

فى الحوار والرد cast2way اولا استاذن
وماقشة الموضوع مع بعدك على بالى
ممكن ؟
شكرا
:)

ردا على إعمال صوت العقل
الحقيقه هو صوته ضعيف عندى وغالبا غير مسموح بالقدر الكافى

مش عارفه ليه حاسه انى ماعرفتش اوصل قصدى كويس

انا كل تعليقى كان انى بستغرب انى اقدر احب حد انا عارفه انى ها احرم منه ومش هاينفع اقترن بيه واكون فى حالة " سعاده كامله " ودى اهم كلمه اقصدها
بس كده
:)
سعيده بالحوار

11:56 AM  
Blogger بعدك على بالى said...

حنين الرائعة

انا ايضا فيما يبدو فشلت فى توصيل فكرتى، ولكن فى البداية دعينا نتفق على ان الاحساس بالسعادة يختلف ويتباين من حالة لاخرى، فسعادتك بلحظة اعتراف تنتزعينها ممن ذبت فيه عشقا تختلف عن سعادتك بالنجاح فى الدراسة او .. وهنا ايضا سعادة ما ربما يراها البغض اقرب للرضا بانتصار العقل على القلب، بالقدرة على ضبط النفس وتحجيمها وهى معركة ليست سهله، و ما اكثر خسائرنا فيها، فلو تحققت لا بد وان يشعر كل طرف بالسعادة لانه قرر الابتعاد حفاظا على الاخر، او بتعبير ادق نجح فى "حقن الدماء" والاهم ان يكون وداعا ليس مأساويا، لامجال للجرح بين أى من أطرافه، وداعا نهائيا لايترك أبوابا يمكن فتحهاو لكنه ايضا لايحول اطراف العلاقه لاعداء، يمنحهم فرصة للاحتفاظ بالذكرى كى تداعب القلب والعقل كلما هاجمهم الحنين، ربما اكون خيالية، حالمة، ولكننى وبعد كل هذا العمر ارى ان العقل هو الافضل والانسب فيكفى انه يحمينا من التيه، من الارتماء فى احضان تجربة قد تقضى على ماتبقى من رماد العمر

العشق ياعزيزتى جنون، وبت اؤمن أنه لايوجد عشق حقيقى، فالخداع يغلف كل ماحولنا، وما اكثر الخديعه ياعزيزتى، لهذا فرحت بتلك القصه لانها اعادت لى توازنى بعدما كدت ايأس، خاصة وأن الاعتراف يجىء على لسان عاشق ينتمى فيما يبدو لزمن الاساطير، زمن انقرض، فمن الان يعشق هكذا حتى التداعى؟؟؟
من يمتلك جرأة الاعتراف بسحر الحب وبهذيانه؟
من يمارس الحب كفعل فيتوحد معه، يغلق اللحظة علي المحبوب وفقط، لاترى عينه الاه... لااتصور ان هذا النموذج متوافر بكثرة، فالجميع على سبيل المثال لاالحصر يمدون حبل الوصال عبر أكثر من جبهه و دونما اسباب منطقية ، او .. او ...
حنين
كنت اود أن انصحك بأن تتركى التجربة تأخذك دونما تخطيط، و لكننى بحكم فارق السن والخبرة لن يستريح ضميرى لاننى لا اثق بالاخرين، فعيونهم ترى مالاتراه عيوننا،،،،
فى الماضى عزفت لحنى وتوهمت اننا على نفس الموجه فإذا بى اصدم بالحقيقة المرة، وعلى امتداد الحياة كانت المرارة هى اكثر ما اجده فى نهاية الطريق ...

عفوا يا عزيزى cast2way على هذا التجاوز والاطاله ولكنك اثرت بمدونتك الشجون ..
تحية مجددة

4:13 PM  
Blogger cast2way said...

حنين
الحب هيام يسوق المرء الى الهزيان ثم سوقه الهزيان الى العشق والعشق جنون
هذا ما قاله العقل معنفاً للقلب فى بوست حوار بين القلب والعقل

وكانى انا الان اقف امامك وانتى العقل وانا القلب

فاعلم ايها العقل ان الحب لا تتقدمه انت بل انا من يتقدمه وانا اعنى الحب لا الاعجاب واراك تفهم قولى

فاذا تسرب الحب الى القلب صار العقل فى عناد معه حتى ينتهى الى احد الامرين وهو ما تقولين عليه انت كيف اعيش ولا استطيع ان الحق من احب

اما اذا صار الامر الاول وهو الايسر فكان هذا هو الفراق عانيت انا شدة الم الفراق

اما اذا صار الثانى فكان هو دوام الحب تحت ظل عرش الرحمن وهناك هجر ولقاء وسفر وعودة ولينتهى الامر الى ما اراده الرحمن

لكن لا فراق الا بالخناق كما يقول النصارى وذلك لا اقوله الا ثقة بالحب الذى يكمنه الحبيبان

لا داعى للاعتذار فلكم اسعد بتعليقك
وكانى اراك واقفة بينى وبين بعدك على بالى تمثلين لى طفلة جميلة تدعى حنين وتسأل القدامى عن الحب ومعناه وهى شديدة الذكاء لا ترضى حلماً ولا تقبل خيال تريدين واقعاً تعيشينه

الا انه يا صديقتى اعلمى ان الحب لا يتاتى بشروطنا انما هو ما ياتى بشروطه وعلينا القبول او الرفض

اعذرينى فى وصفى لك من غير اذنك الا انه احساس جميل عندى

والسلام

5:26 PM  
Blogger cast2way said...

بعدك على بالى

لم اقصد فى هذا التناقض الذى ذكرتيه وانما قصدت ان اعلمك ان الحوار هو وجهة نظر الكاتب الشخصية اما القصة فانا ارويها لحبيبين

ولا تنسى ان هذه هى قصة شاب مع بنت الجيران
لا تنسى
وليس فى هذا تضليل بل يمكنك ذكر اى تناقض ترينه انت بين وجهة نظر الكاتب وبين قصة نرويها
وأواصل انا الرد بوجهة النظر هذا الشاب الحالم الطموح الذى احب بنت الجيران الكبرى
وهذا ما اردته فى هذا البوست

واود انا ايضاً ان افشى لك سراً فلكم حسدت هذا الحب الذى تحبه محبوبتى وان كان الحب انا فحقاً لكل رجال العالم ان تحسدنى

لا لم تكونى قاسية بل انت كما ذكرت انا من قبل فى بوست كتبتيه انت بعنوان قبل الفاصل اعظم من رايتها تواسى نفسها على الاطلاق ومن تصنع هذا بنفسها لا تكون قاسية ابدأً

ولعل المعوقات ان تزول ويتم مراد الشاب ومحبوبته
ويشهد هذا العالم حباً لا يخالطه زيف او رياء
ولنعلم الدنيا ان الحب ليس اسطورة وردت الينا سمعاً ولا نراه قياسا انما هو واقع نعيشه امام هذا العالم

لا استطيع التعميم اكثر من هذا الا ان اقول الكون كله يشهذ بهذا

والسلام

5:48 PM  
Blogger cast2way said...

بعدك على بالى & حنين

اسعد بتعليقاتكم كثيراً وليس هناك ما يشوب فى صدرى به ابداً فلا تعتذران



والسلام

5:51 PM  
Anonymous Anonymous said...

الحب هذا الساحر لقد اجتيز فى هذه القصه بمراحل حيث الوصول الى منطقه المطلق و اللا معقول و النادر حيث لا الم لا فراق لا دموع لا تيه حيث الوصول الى العنوان بعد التيه فقد انقسمت النواه و الروح و الذات وصولا الى ظهور توام القلب و رفيق الدرب اللا مادى فلما تكلم تكلم لغتها هى و لما احب فهو حبها هى و لما جاء جاء فى عمرها هى فى وقتها هى لم يخطىء الزمان و لا المكان حيث انهم الاصل معا فى قالبين و لاكن باتحاد تام بصمت تام لا يفهم معنها الا هو وهى لا يهمهما بعد المسافات او الاتحاد المادى وصلا الى مرحله النادر فى قرب و اتحاد و نشوه مطلقه الا ان يصلا تحت التراب اما بعد البعث فهما على ثقه بالله الرحمن الرحيم عليهما هم و غيرهم بغير نهايه بغير نهايه هذا ما احسسته بعد قراءتى للوءسطوره

12:34 AM  
Blogger بعدك على بالى said...

cast2way

الحب لا يتاتى بشروطنا انما هو ما
ياتى بشروطه وعلينا القبول او الرفض


حقا صدقت ولا خلاف، ولكننى تعلمت الان ضرورة حقن الدماء ، فما اصعب التية منفردا...

تحية مجددا

4:45 AM  
Blogger حنيــــــن said...

سعيدة انا بكما
" بعدك على بالى وانت "
عاجبنى اوى احساسكم انى طفله صغيره
:))
دوما بستمتع بالاحساس ده لما بيفاجئنى به الاخرين

مش ده موضوعنا على كل حال

لي تعليق بسيط اذا كان ينفع


بعدك على بالى

رغم ان صوت العقل عندى مش مسموع دايما بس فى "بعض" المواقف اللى بتتطلب مواجهه وحسم بيفاجئنى احيانا ويقوللى انا هنا
وبيجبرنى انى اسمعله .. غالبا بيبقى متأخر شويه .. بس بسمعله ومش بنختلف

" وربما حقنا للدماء كما تقولين ولانه كفانا ألما "
فأجده قاطعا .. وباحترمه

بتفق معك فى كل كلمه وباستمتاع شديد كمان

تحياتى


cast2way

قرات لك واستمتعت به جدا بوست
حوار بين القلب والعقل

انا فعلا زى ما انت قلت

تريدين واقعاً تعيشينه

ولكنى أقبل واستمتع جدا بالاحلام وقد اعيشها واتوهم سعادتى "الكامله" فى فصولها
ولكن بينى وبين نفسى اعلم يقينا ان سعادتى غير مكتمله

وأعلم ايضا اننى ساصحو بعد قليل او كثير من هذا الحلم لاحاول الامساك باطراف الواقع


بجد بجد استمتعت اوى بالحوار مع
القدامى

:))

12:17 PM  
Blogger cast2way said...

بعدك على بالى

لم ارى صدقاً فى عمرى اشد مما اشعر به تجاه الحب
اما الدم هذا الذى سال وملاء الارض فداء للمحبوب فما ازهد الدم اذا تقابل مع الحب

ولكن مما لا بد منه انه اذا وجد الحب وجدت معه التضحية باى شىء الا بذات الحب والقرب والوصال ولو بعد دهر

وفى الحقن حفاظة وفى الاراقة قتال ولكن القتال عندى فى الحب احب الى من الحفاظة

والسلام

12:53 PM  
Blogger cast2way said...

حنين

جئت اليك من القدم الى الحدوث
معلناً سعادتى بهذا الحوار الذى دار بيننا حول الحب والواقع ولكم تمنيت يوماً ان اكتب عن الحب والواقع واصيغه بطريقة اجد فيها صراع لانى احب الصراع وذلك انه يخرج ما بداخلى انا ومن حولى الكثير

ونعم فى الحلم جمال نشعر به خاصة وان
كان فى الحب والجنة الخضراء

استقبلى ايامك باجمل الاحلام فان الجميل من الاحلام قد يطيب بخواطرنا ويعادل مرارة ما نجده من العناء فى حياتنا

والسلام

1:04 PM  
Blogger Amany said...

اولا القصة كمضمون وكلام ودراما تحفة فنية ولكن بص انا بحب النقد البناء
اولا انا مش بقتنع اوى بالمشاعر المخلوطة للاسف بطل القصة يعانى من هذا
احب بنت الجيران بكل شئ واحس بها فى الهدواء والرقة وكان يشعر بمنتهى الحب معاها وكان يتمنى انكشاف الامر ليرتاح القلبين
ولكنه عندما قابل اختها اللى المفروض انه بيقابلها نتاج من كلام اختها بمعنى اوضح ان اختها تقيمه من اجل اختها الصغيرة نظرا لانها تعتبر ذوى خبرة لانها متجوزة وام ولكن اللى حصل عكس كده تماما فانت اللى مفروض بتحب اختها والمفروض مشروع زواج
فبالقسوة القدر يحب هو اختها وهى تحبه بس هى بريئة وهو كمان
واين القيم يا سيدى الفاضل هو الواحد كل لما يقابل واحدة بتتكلم كويس ولا شاعرة ولا كاتبة ولا رومانسية وده وارد فى كل البنات يحبها بدون تعليق
انا خايفة لو دخل بيتهم يحب مامتهم ما هى اكيد اكثر نضجا ما هو طبيعى
البنت الصغيرة حبها لما عرفها والاخت الكبيرة اكثر نضجا فوقع فيها يبقة لما يقابل مامتهم يطلقها من بابهم من العشق والهيمان
أسفة على تعليقى يمكن يكون قاسى شوية لكن ده للاسف رائى

10:26 AM  

Post a Comment

<< Home